بُنيَّتي

الوسوم

, ,

سبحانَ من جعلَ الحياةَ توارُثاً .. وقضى لنا بتعاقُبِ الإنسانِ

ما كنتُ أدري كيفَ يُنشِئُ خلقَهُ .. حتى رأيتُ النشءَ مِلءَ جَناني

إذ ينفخُ الباري بنفسٍ روحَها .. فيعيشُ في جوفي هنا قلبانِ

بُشرى من الوهَّابِ تُزهرُ داخلي .. ما أعظمَ البشرى من الرحمنِ!

تقتاتُ من قوتي وتغرفُ من دمي .. فالنُسغُ نُسغي والمكانُ مكاني

تلهو وتلعبُ في حشايَ وترقُدُ .. هنأى، فتسهرُ دونها أجفاني

روحي وروحُكِ في قرارٍ واحدٍ .. من قبلِ أن ألقاكِ تأتلِفانِ

قد أبدعَ الخلَّاقُ صورةَ حُسنِكِ .. فمتى يلامسُ وجنتيكِ بناني؟

أستودعُ الله الحفيظَ بُنيَّتي .. حسبي بأنه رازقي وكفاني

أردوغان العز

الوسوم

, , , ,

يا طيباً جمعَ الفضائلَ كلها .. حتى ارتقى بالعدلِ والإيمانِ

 الصادقُ البَرُّ القويُ بدينهِ .. وبشعبهِ وبأصلهِ العثماني

رجلُ المواقفِ واثقُ الخَطوِ الذي .. بالحقِّ يدحضُ باطلَ الطغيانِ           

يا ناصرَ الإسلامِ والمظلومِ كم .. أكرمتنا بصنائعِ الإحسانِ

يا أردوغانَ العزِّ يا خُلُقَ التقى .. يرعاكَ ربِّي من جسورٍ باني

فلتهنئِ الدنيا بحُكمكَ قائداً .. وليسعدِ القاصي بها والداني 

10589979_639955932770277_536652308_n

فاتح الشهباء

الوسوم

, , , , , , ,

خجلتْ حروفي من صفاتِكَ كُلِّها .. ماذا أقولُ بوصفِ نجمٍ يبرُقُ؟

يا فاتحَ الشهباءِ لو أبصرتنا .. كُلُّ الرؤوسِ بيومِ فقْدِكَ تُطرِقُ

يا صالحَ الأعمالِ قد علَّمتنا .. أنَّ الجهادَ لعزِّ قومٍ يُرزقُ

علَّمتنا كيفَ التراحُمُ بيننا .. وعلى العدا سيفٌ يُسلُّ ويَمحقُ

يا قائدَ التوحيدِ يا أهزوجةً .. نشدو بها مع كُلِّ شمسٍ تُشرقُ

شعر عبد القادر صالح

الذبح بلا دم

الوسوم

, , , , , , , ,

مجزرة الكيماوي

المشهدُ الأول:

– “أنا عايشة! أنا عايشة”، وظلت تكرِّرُها، منكرةً نفسَها، كيف تخرجُ حيةً من بينِ أجساد الأطفالِ المختلجة وجثثِ أمهاتهم!

– “قول يارب وقوم”، عبثاً يحاولُ إقناع رضيعِهِ أن يتشبثَ بالحياة، فيمسكَ روحَهُ المنفلتة من عينيه الزائغتين.

– “يا أبي قومي دخيل الله”، عاد منتحباً ليوقظَ مهجتي فؤاده، فيحملهُما تارة، ويضعهما تارةً أخرى، وهما في نومٍ أخير يأبى اليقظة.

– وجدتْهُ أخيراً، مستلقياً بين رفاقه، عاري الصدر، يقطرُ من شعره الندى، ضمَّتْهُ مودعة، وعادت الثكلى تبحثُ عن وجهٍ آخر تعرفه.

تناثروا على قارعةِ الطريق، وفي ممراتِ المستشفى. تخشبوا، تشنجوا، ولفظوا مع أنفاسهم الأخيرة لعناتٍ تترى على عالمِ الحضارة. وبعد ساعات، اصطفَّت في غرفٍ صغيرة، أجسادٌ مبتلَّة تلفحت البياض، وجباهٌ غضة تحمل كلٌّ منها رقماً جاوز الألف.

* * *

المشهدُ الثاني:

قاربتِ التجاعيدُ بين عينيهِ الفزعتين، بينما  كانَ الهلعُ يحكمُ خلايا وجهِهِ المضطرب وهو يتحدثُ إلى فضائيةٍ أمريكية، عقبَ التهديدِ بضربةٍ عسكرية، بعدَ قتلِهِ أطفالَ سوريا وأهليها مقتلةً بلا دم، علَّمتْ مَن لم يكن يعلم في هذا العالم كيفَ يكونُ الموتُ بالكيماوي.

لم يكن مطمئناً اليومَ اطمئنانهُ المعتاد وهو يفتكُ بالجسدِ السوري، تقتيلاً وتنكيلاً، وبالبلدِ السوري تهديماً وتدميراً. فالمجتمعُ الدولي لا يرى بأساً من “الأسد أو نحرق البلد”. ولا يرى حرجاً من القتلِ بالكيماوي سوى أن ينزلقَ هذا السلاح ويهددَ أحبابَ أمريكا وخِلَّانها. وإن كانَ مِن عتب، فلجرعةٍ زادتْ عن مقدارِها، أثارتْ هذه الفضيحة. وإلا فما بالُ الجرعاتِ السابقات اللاتي قاربت الثلاثين، وقتلت من أجسادِ وأرواحِ السوريين مَن قتلت، ولم يرُفْ لأمريكا طَرْف، ولم ينبسْ المجتمعُ الدولي ببنتِ شفة. وليسَ آكدُ برهاناً على ما نقول من صبِّ الطائرات حمَمَها على دمشقَ وسائرِ المدن.  فيما رأسُ العصابة مازالَ يظهرُ قلقاً مرعوباً على شاشةٍ أمريكية يوجسُ خيفةً من هجمةٍ عليه.

* * *

المشهدُ الثالث:

العالمُ المشغولُ بهذا السُّم، وبضربةٍ تمنعه أو لا ضربة. الكلُّ يدلي ويصرِّح؛ هذا يرى تسليم الكيماوي، وذاكَ يريدُ تدميرَه، والقاتلُ يختبئ خلفَ الكيماوي: “حسناً، خذوا من عندي الكيماوي، ودعوني أقتلُ أقتل، مائة ألف، مائتي ألف، من قبل بل أكثر، ومئاتِ آلاف، لا أشبع. هل من أحدٍ يسبقني؟! لا، لا، ما من أحدٍ ذبحَ الطفل أمامَ الطفل بسكينٍ، بساطورٍ مثلي.”

القاتلُ يقتلُ ذبحاً، قصفاً، حرقاً، بدمٍ وغيرٍ دم.

ما فعلَ الكيماوي؟ وما فعلتِ الفزعة؟ وكلُّ هذا الصخب؟

“يا الله ما لنا غيرك”، قلناها قبلَ الكيماوي، ونحن نُقَتَّل.

“يا الله ما لنا غيرك”، نقولُها بعد الكيماوي، ونحن نُقَتَّل.

يا الله ما لنا غيرك، وما النصرُ إلا من عندِك.

 مقالي في العهد السورية، العدد الرابع عشر، الصفحة 15

ضربةُ أمريكا والمشهدُ العربي

الوسوم

, , , , , , , , ,

هل ستضربُ أمريكا؟ ومتى؟ وأين؟ وما حجمُ الضربة مكاناً وزماناً؟ وما تأثيرُ الضربة على النظام؟ وما تأثيرها على الجيش الحر والكتائب المجاهدة؟ وما؟ وما؟

قبل الإجابة على هذه التساؤلات، هناك حقائق ووقائع على الأرض علينا إيرادها:

– الإدارة الأمريكية ليست عدوةً للنظام في سوريا، ولن تجد أمريكا نظاماً يخدم أهدافها من قتل الشعب السوري، وتدمير بنيته التحتية والعلوية والحضارية، مثل هذا النظام.

– الإدارة الأمريكية لن تجد نظاماً، يقدم الجولان هدية للصهاينة، ثم يحفظُ أمنهم، مثله.

– الإدراة الأمريكية قلقةٌ من تقدمِ الثورة السورية المسلحة، من فصائلها المجاهدة، رغم شح التسلح وتفاوت السرعة في إنجاز التقدم. أما تحسُّب الأمريكيين والغرب من المجاهدين ووصفهم بالإرهابيين، فليس خوفاً من احتمال تحصُّلِهِم على السلاح الكيماوي والغازات السامة وغيرها. معلومٌ أن هذا السلاح ليس عصياً على أية جهةٍ مقاتلة أو غير مقاتلة. إنما الخوفُ من أن يأخذ المجاهدون بناصية الحكمِ في بلادهم، ويعودُ الإسلامُ حاكماً في بلاد المسلمين من جديد.

– ونحنُ نستحضرُ المشهدَ السوري، بل المشهد العربي، علينا ألا نفغل عن “كيان الصهاينة”، وكثيراً ما نغفل. الصهاينة في فلسطين المحتلة قلقون، والأمريكيون قلقون، والغرب قلق من جهاد المجاهدين في سوريا، جيشاً حراً وكتائب. وحالة القلقِ هذه ترهقهم وتكلِفُهُم أولاً.  وثانياً، يصبحُ “أمن إسرائيل” في خطر إن انتصر المجاهدون. والمجاهد يُرعب كيان الصهاينة بطلقةٍ، بصاروخِ كتف، بحزامٍ ناسف. فيما لا يأبه هذا الكيان لجيوش الحاكمين وسلاحهم.

– زرع الغرب ومعه الاتحاد السوفيتي السابق الكيان الصهيوني في فلسطين. وحولوا فلسطين من دار إسلامٍ إلى دار حرب. جسمٌ غريبٌ ملفوظٌ محارِب، فكيفَ لهُ أن يأمنَ ويستقر! دارُ الحربِ هذه سعت عبثاً وما تزال لإحراز الأمن، طوَّعت الحاكمين، وفشلت مع الشعوب.

– الثورات العربية أفشلت حسابات كيان الصهاينة، ونقضت ترتيباتهِ ومساعِيَه. وجُنَّ جنونُهُ عندما نجحَ الإسلاميون في مصر. كيفَ ينجحون والصهاينةُ رتبوا وكلاءهم في جيش مصر، وأجهزة أمنها، منذ عشرات السنين؟! لم ينتظر الصهاينةُ أمريكا ولا غيرَها لتنقذهم. قبضوا على مصرَ بأنفسهم، وما السيسي إلا إصبعٌ قبيحٌ من أصابعهم، و “بطلٌ إسرائيلي” يعلنونه جهاراً نهاراً.

– فرنسا تخشى على لبنان، صنيعَتِها، ليس من الكيماوي بل من المجاهدين. وأمريكا تريدُ ضربَ النظام ليس من أجل الكيماوي، لكن استعجالاً لتلبية الصهاينة. ستضرب أمريكا بعضَ مواقع السلاح غير الكيماوي، وستضربُ بتركيزٍ أكبر كتائب المجاهدين وبخاصة جنوب سوريا، في تغطيةٍ لإدخال ما يُسمى “الجيش الوطني” القادم من الأردن، وهو خليطٌ من الجواسيس والعملاء والمرتزقة. يتربع “الجربا” على واحدةٍ من دباباته.

– أما الأسدُ الهصور فسيَقتل وبكلِّ سلاح أبناءَ سوريا، أعداءَه وأعداءَ مجوسِ إيران، أولياءِ أمره، وأمرِ القتلةِ معه حتى آخر لحظة. ثم تتولى أمريكا، مكافأتهُ بتهريبهِ تسبقهُ ثرواتُ سوريا المسروقة، وتلحقُ بهِ لعناتُ دماءِ شعبها.

– ستضعُ أمريكا في سدة الحكم الوجه الأجرب، وعملاءَها من أجهزةِ أمنِ وجيشِ النظام السابق. أما المجوس وأما الروس وأما الشرق والغرب، والشمال والجنوب، فالكلُّ يدخُلُ في لعبة الوفاق الدولي القديمة الجديدة. حظوظهم موفورة، وصورهم وربطات أعناقهم على شاشاتنا محفوظة.

وكما بدأنا بسؤال، نعقبُ بسؤال:

هل سيأمنُ الصهاينة؟

هل تأمن دارُ الحرب وفي دارِ الإسلام مجاهدٌ تمرَّس على قتال مجوسٍ وروس، واستعذبَ بذلَ دمٍ وروح؟

هل سيلقي سلاحاً قبل عودةِ كلَّ الديار لدارِ إسلام؟

رَابِعَة

الوسوم

, , , , , , , , , , , , ,

رابِعَة

للحقِّ شمسٌ ساطعة .. قد أشرقتْ في رابِعَة

هتفتْ حشودُ المؤمنينَ  بكلِّ آيٍ صادِعة

قامتْ ليالٍ ترتجي .. نعمَ الصلاةُ الجامِعة

وتوسلتْ للهِ كي .. يَهَبَ النفوسَ الضارعة:

نصراً يزيلُ الظلمَ عن .. كُلِّ العيونِ الدامعة

وشريعةً محفوظةً، .. شرعيَّةً مُسترجَعَة.

فتوحَّش الفجارُ إذ .. سمعوا الهُتافَ برابعة:

“فلترجعوا مُرسي الذي .. بالعدلِ يحكُمُ خاشِعا

ولتكبحوا حُكْمَاً بغى .. بالقتلِ أصبحَ بارعا

ما للخيانةِ قد غَدَتْ .. سِمَةَ العساكِرِ أجمعا!”

ردَّ الرصاصُ مفجِّراً .. تلكَ الجباهَ الساطعة

في أربعاءِ العارِ قد .. سَفَكوا الدماءَ برابعة

يا ويحَ جيشٍ خائنٍ .. للرحمِ باتَ مُقَطِّعا

أسَمِعتِهِم يا رابعة .. إنْ كُنتِ فيهم سامعة؟

حَرَقوا شباباً آمناً .. حرقوا حياضَ الجامِعا

قتلوا ألوفاً عُزَّلاً .. باؤوا بإثمِ الفاجِعة

يا ربُّ يا مَن تستوي .. فوقَ السماءِ السابعة

أهلِكْ بلاطِجةً طغوا .. أنزلْ عليهم قارعة

وانصر عباداً خُلَّصاً .. عندَ اللِّقا في الواقعة

ولْتَسلمي يا رابعة .. في القلبِ حقاً قابعة

رابعة3

أعبدَ اللهِ فلتحيا

الوسوم

, , , , , , , ,

أعبدَ اللهِ إن تُؤسرْ

فقد أثخنتَ في العسكرْ

وأشعلتَ الوغى جمرا

 

أعبدَ اللهِ لا تيأسْ

ففي عينيك نستشعرْ

قدومَ الفرحةِ الكبرى

 

أعبدَ اللهِ فلتفخرْ

بأجيالٍ على العهدِ

يُذيقونَ العِدا مُرَّا

 

أعبدَ اللهِ فلتحيا

برغمِ أنوفِ صهيونٍ

عزيزاً شامخاً حُرَّا

 قصيدتي للبرغوثي

الشعرُ ماتْ!

الوسوم

, , , ,

الشعرُ ماتْ..

في دمعةٍ سالتْ على خدِّ اليتيم.

في طعنةٍ باءتْ بها كفُّ الأثيم.

في كلِّ شبرٍ من بلادي يحتوي بعضَ الرُّفاتْ.

الشعرُ ماتْ..

لكنَّهُ في العيدِ يحيا من جديد.

وتدبُّ في أبياتهِ روحُ الشهيد.

يسقيهِ ربي من دماءٍ قانياتٍ طاهراتْ.

يا شعرُ هاتْ..

زغردْ بزخاتِ الرصاصِ مُزلزلاً عرشَ الطغاة.

واصدحْ بأنَّ جهادَنا دربُ الأعزَّةِ والأباة.

أنقُشْ حروفَ شعارنا، فوقَ الجبالِ الشامخاتْ:

في الأرضِ نصنعُ نصرَنا، وبجنةِ الخُلدِ الحياة.

قصيدتي الشعر مات

حيثُ تُختصر سوريا وفلسطين معاً

الوسوم

, , , , , , , , ,

مقابل بيتنا1

يصنعُ “خير الله” أجود أنواع الحلاوة والطحينة. والمحلان بجواره يبيعان اللحم. يليهما أبو يوسف الفوال، أقدمُ مَن في الشارع، وأول من يستيقظ ليفتح محله قبل صلاة الفجر. كأني أرى أبا الحسن يجلس أمام بقاليته على الزاوية هناك، وأسمعُ صوتَ أبي علي الجزار، يصيحُ مازحاً على صاحبهِ على الرصيف المقابل باللهجةِ الدمشقية القحة “شو يابي”؟! أصواتُ الضجة لا تخفت، والسياراتُ لا تنقطع، والرصيفُ لا يخلو من المشاة.

على الزاوية المقابلة، اعتادَ بائعُ الاسفنج أن يكومَهُ على الرصيف ما لا يدعُ مجالاً للمارة. ومن بعدِهِ تتوالى المحال: الاتصالات، البقاليات، الحلويات، حتى الحارة التالية، حيث يأتي محل الفلافل وحديقةُ الخضار التي يُزيِّنُ بها واجهتَه.

إن انعطفتَ إلى اليمين، تجدُ على الزاوية فرناً يديرُهُ شبانٌ أكراد، اعتادوا بثَّ أغانٍ كردية بصوتٍ مرتفع والغناء معها. تليهِ صيدليةُ التضامن، وصاحبُها صيدلاني حوراني. وبقربِها مباشرةً بزورية لشابٍ من اللاذقية، تجدُ فيها ما تعرفُهُ وما لا تعرفُهُ مِن الأعشاب، يحفظُها جميعاً مع استعمالاتِها وفوائِدِها، وينصحُكَ بما يفيدُك بلهجتِهِ الساحلية.

على الرصيفِ الآخر مِن الشارع الرئيسي، يقعُ سوق الخضار. وما أدراكَ ما سوقُ الخضار! يعمل فيه شبان فلسطينيون من قرى الطيرة، وشَعَب، مجد الكروم، طبريا، الجاعونة، لوبية، عين الزيتون، وغيرها. لا تتعجب إن سمعتَ فيه أحدَهُم يسأل: “بكم البندورة اليوم .. دكتور؟” فبائعُ البندورة طبيب، وبائعُ الباذنجان مهندس كهرباء! يومُ الجمعة، وقبلَ الصلاة، تصطفُّ على طرفي الشارع السياراتُ القادمة من الميدان لشراءِ ما لذَّ وطابَ من الفواكِهِ والخضار والورقياتِ الطازجة. وتأتي الفلاحاتُ كلَّ يوم من الريف ليعرضنَ بضاعتهنَّ من الأجبانِ والألبان والبيضِ البلدي. في السوق، تقعُ بزورية حماة، و”ميني ماركت” الحلبي، وهذا يديرُهُ عشرةُ أشقاء من حلب، يبيعون أفضلَ البضائع بأرخصِ الأسعار، ويحضرون زيتَ الزيتون من عفرين. كخليةِ النحل، لا يهدأُ السوقُ المزدحم بالسوريين والفلسطينيين، اللاجئين والنازحين، كما الحيُّ كله.

كلُّ ما ذكرتُهُ يقعُ في دائرةٍ لا يتجاوزُ قطرُها خمسين متراً، من شارعٍ طالَهُ كلَّهُ القصفُ والدمار، فبتَّ لا تسمعُ فيه إلا الرصاصَ والقذائف، ولا ترى إلا الخرابَ والحرائق. وأحسبُ أنه من الخطر على ملتقطِ هذهِ الصورة أن يعبرَ إلى الطرفِ الثاني من الشارع، فقناصةُ عماراتِ التضامن العالية تكشفه.

هذه عينة من شارع فلسطين في مخيم اليرموك، المدينة التي تختصر سوريا وفلسطين معاً.