الوسوم

, , , , , , , , ,

أصدرَ حافظ الأسد أمراً بقتلِ 56 من أقرباءِ أحدِ جنودِ حرسِهِ الذي حاولَ اغتيالَهُ في 26-6-1980. وفي اليومِ نفسه، أصدرَ أمراً آخر بإبادة كلِّ معتقلي سجنِ تدمر، وهُم مِن خيرةِ أبناءِ سوريا مِنَ الأطباء والمهندسين والأدباء والمخترعين ممن ينتمي جُلُّهم إلى جماعةِ الأخوانِ المسلمين.

وعلى الفور، قامَ العقيد رفعت الأسد قائدُ سرايا الدفاع، وشقيقُ حافظ الأسد، بالإعدادِ للمجزرة. يساعدُهُ صهرُهُ الرائد معين ناصيف قائدُ اللواء 40، والمقدم علي ديب قائدُ اللواء 138، والمقدم سليمان مصطفى قائد أركان اللواء 138.

وفي الثالثة من فجر الجمعة 27-6-1980، انطلقتْ عشرُ طائراتٍ مروحيةٍ عسكرية قاطعةً 200 كلم، من دمشق إلى تدمر تحملُ مائتين من جنوده، انتُقي منهم ثمانون، وزعوا على سبع مجموعات. وفي السابعةِ صباحاً نفذوا الجريمة باستخدامِ الرصاصِ والقنابلِ والمتفجرات في قتلِ المعتقلين الذين تراوحَ عددُهم ما بينَ ألفٍ إلى ألفي معتقل.

تأكَّدَ الملازم رئيف عبد الله والملازم منير درويش من قتلِ كلِّ المعتقلين وبالإجهاز على ما فيه من رمق. ثم حملت الجرافات الجثث بواسطةِ سياراتٍ كبيرة وتمَّ دفنُ الجثث في حفرٍ مُعدَّةِ قبيلَ المجزرة  بوادي “عويضة” على بعدِ 12 كم شمال شرق تدمر.

استغرقتِ المجزرة نصفَ ساعة، عادَ بعدها منفذوها إلى دمشق بالطائرات واستقبلهم معين ناصيف. فوصف عملهم بالبطولة ووزَّعَ عليهم الجوائز.

في 7-7-1980، بعدَ المجزرة بعشرةِ أيام، أقرَّ مجلسُ الشعب القانون رقم 49 المُقدَّم من حافظ الأسد الذي ينُصُّ على الحكمِ بالإعدام لمن ينتمي لجماعةِ الإخوان المسلمين.

إنَّ تكتُّمَ نظامِ المجازرِ على مجزرةِ سجن تدمر وإشغالِ شعبِنَا في سوريا بالقمعِ والاعتقالاتِ والمجازرِ المستمرة، لن يُنسينا الأرواحَ التي أُزهقتْ والدماءَ التي سُفكت، فحقوقُ شعبِنَا وجرائِمِ المجرمين لا يُسقِطُهَا التَّقَادُم.