الوسوم
Arab Spring, Freedom, Revolution, Syria, الليبراليين, النظام الأسدي, الإسلام, الثورة الفاضحة, الثورة السورية, الشيوعيين, العلمانيين, ثورة الكرامة, سوريا, سورية
“واللهِ إنَّ لهُ لحلاوة، وإنَّ عليهِ لطلاوة، وإن أعلاهُ لمثمر، وإنَّ أسفلهُ لمغدِق، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه، وإنَّهُ ليحطِمُ ما تحته، وما يقولُ هذا بشر“.
ما كانَ لمؤمنٍ أن يصفَ القرآنَ الكريم كما وصفَ الوليدُ بنُ المغيرة ما استرقَ سمعَهُ من كلامِ الله عزَّ وجل. ولأنَّ القرآنَ الكريم معجزٌ في بيانه، فقد نزلَ على أكثرِ الناسِ فصاحةً وهم العرب. وأعجزهم، فآمنوا به. إلا مَن استكبرَ وأبى وهو على يقينٍ أنَّهُ كلامُ الله وأنَّ صاحبَهُم ليس بساحرٍ ولا شاعرٍ ولا مجنون، بل رسولُ الله حقاً. وهكذا اختاروا الكفر، ولولا ذلك لما استحقوا الخلودَ في النار عقوبةً من خالقهم.
كثُرَ الحديثُ بالعَقد الأخير عن رُهاب الإسلام أو ما يسمى بـ”الإسلاموفوبيا”، وعلتْ أصواتٌ تقولُ إنَّه علينا أن نشرحَ ماهية الإسلام وندعو غيرَ المسلمين إليه. وعلينا أيضاً أن نصححَ في أذهانِ غيرِ المسلمين “صورة الإسلام التي تشوهت” على أيدي بعض “المتشديين”. لكننا تجاهلنا تماماً وجودَ قومٍ، عربٍ وغيرِ عرب، يعلمون جيداً ما هو الإسلام وأنَّه دينُ الله الحق ولكن يكفرون به ويحاربونه، تماماً كما فعل الوليد بن المغيرة ومن معه. فإن كانَ الحلُّ مع الفريقٍ الأول هو تبيانُ الإسلامِ لهم، وهو ما دأبَ عليهِ دعاةٌ ومفكرونَ كُثُر، فما الحلُّ مع الفريقٍ الثاني؟
بتنا لا نسمعُ في الآونةِ الأخيرة سوى عباراتِ الخوفِ من الإسلام سواءً من الأقلياتِ غيرِ المسلمة أو حتى من المسلمين أنفسهم! وكأنَّ الإسلامَ غريبٌ على شعوبنا المسلمة! وكأنَّ الأقلياتِ غيرِ المسلمة لا تعلمُ ما هو الإسلام، و لم تعش في ظلِّ دولتهِ منذ عهدِ الرسالة حتى الآن معززة مكرمة ضامنةً لحقوقها، ولم تكن جزءً فاعلاً في هذه الدولة. فعلامَ هذا التغافلُ المتعمد عن معرفةِ الإسلام، وإدعاءُ الجهلِ به، وبالتالي الخوفُ والتخويفُ منه؟! لو أنَّ أجنبياً من بلادٍ بعيدة ادعى الجهلَ بالإسلام لكانَ أمراً منطقياً. وما أكثرَ ما أسلمَ مِن هؤلاء لمجردِ عرضِ جزءٍ يسيرٍ من عقيدةِ وشريعةِ الإسلامِ عليهم! ذلكَ أنَّ الإسلام يملأُ على الفور فراغاً روحياً يعيشونه، ويجيبُ عن أسئلةٍ حيرت عقولَهُم لسنوات، ويعرضُ شريعةً دقيقةً للحياة ليس لها مثيلٌ على سطحِ الأرض. فيبادرون للإيمانِ بالله رباً واحداً، وبمحمدٍ نبياً ورسولاً، وبالإسلامِ ديناً حقاً ونظاماً.
لا يجهلُ الإسلام مسلمٌ أو من عاشَ في بلادِ المسلمين. ومن اليسيرِ على مَن يريدُ تحرِّي الحق أن يطلعَ على تفاصيلِ الإسلام وبخاصةٍ الناطقين بالعربية. وهكذا، فإنَّ كُلَّ التياراتِ غيرِ الإسلامية، أو دعني أقل، التي لم نرَ منها سوى العداءَ للإسلام والمسلمين، كالعَلمانية والليبرالية والشيوعية وغيرها، ما اتَّبعَهَا أصحابُها، ممَّن يسمونَ أنفسَهُم “مثقفين” أو “نخبة”، إلا انصياعاً لمن ابتدَعَهَا في الشرقِ والغرب، وإعراضاً عن الإسلام الذي عرفوهُ جيداً، وكرهوه، فحاربوه. وباتوا أداةً في يدِ أعداءِ أمتِنا يحارِبُها من خلالهم، وببغاواتٍ ما زالت تسمعُنا الأسطوانةَ المشروخة ذاتِها ومنذُ عشرات السنين، فيما يدَّعونَ أنَّهُ نقائصُ وعيوبٌ في دينِ الإسلام تقتضي استجلابَ فضلاتِ الغربِ والشرقِ لترقيعِها، في أحسنِ الأحوال. وفي أسوأها، تبديلِ الإسلامِ كُلِّه بدينٍ جديد.
كانَ مِن تدبيرِ الله وفضلِه أن ثارَ الشعبُ السوري مسلماً على فطرته، فمارسَ جهادَ الكلمة ثم جهادَ السلاح. وخلعَ عن نفسِهِ ما فُرض عليهِ مِن عقائِدَ باطلةٍ دخيلة، وقتلَ آخرَ شعورٍ بالخوف من نظامِ حُكمٍ كانَ أشدَّ ما اضطهدهُ في دينِه. ولمَّا برزَ الطابعُ الإسلامي للثورةِ السورية والشعبِ السوري عامة، أُسقط في يدِ أتباعِ التياراتِ غيرِ الإسلامية. فإن هم حاربوا الإسلامَ سقطوا، وإن هم حاربوا الثورةَ سقطوا. فعمدوا إلى سياسةِ إثارةِ الفتن والتدليس تارة، ومعاداةِ مظاهرِ الإسلامِ في الثورةِ صراحةً تارةً أخرى. وكأني أسمعُهُم يهمسون: ليتها لم تقُم.. ليتها لم تقُم..!
نعم، إنَّها ثورةٌ فاضحة.. وفاضحة جداً.